عندما تزور قرية "داما" في الشمال الغربي من محافظة "السويداء"، قبل أن تسأل عن تاريخها وآثارها.. تأمل جيداً حجارتها ونقوشها، لأنها هي التي ستخبرك عما تخفيه.
أطلق عليها قديماً اسم "داما العليا"، وهو اسم مطابق "لداما العليا" في "الحجاز"، ويعود السبب في ذلك إلى أن عدداً من أهالي منطقة "الحجاز قاموا باعمارها.
تاريخها الأثري يدل على أنها سكنت منذ العصور القديمة، وإن كانت أغلبية آثارها رومانية، إلا أن النقوش والكتابات تشير لحضارات أخرى بيزنطية ويونانية، تعد من أوائل القرى التي سكنت في الجبل في العصر الحديث، حيث سكنت عام 1300 للهجرة.
الأستاذ "مروان الشاهين" رئيس البلدية في القرية، تحدث لموقع eSuweda أثناء زيارته للقرية عن الآثار وتاريخها: «الآثار في "داما" و"دير داما" قديمة وتعود للعصر الروماني، وقرية "داما" هي القرية الوحيدة وسط "اللجاة" التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية، وعدد من الكتابات والنقوش في العديد من آثارها، العديد من البيوت الأثرية في القرية لا تزال مأهولة إلى اليوم، أما بالنسبة "لدير داما" فإننا نراها اليوم خربة علماً أنه كان يسكنها عشرون ألف نسمة، وفيها العديد من الشوارع المسقوفة وفيها الدير وعدد من الكنائس».
الدكتور "علي أبو عساف" مدير الآثار والمتاحف في سورية سابقاً، قدم في كتابه الجديد وهو عبارة عن الجزء الثاني من كتاب (الآثار في جبل العرب) معلومات عن القرى التي وجدت فيها نقوش يونانية، مرتبة من الألف إلى الياء، وقد رقمت الكتابات في جبل "حوران" من الرقم 1962 حتى 2548 دون انقطاع تقريباً، وقرية "داما" من القرى التي عثر فيها
على كتابات وحجارة منقوشة، وعنها تحدث: «هناك حجر بجدار بيت في وسط القرية يحمل الرقم 2451 حروفه خشنة مؤطرة وسالمة وهي من تسطير شخص لا يفقه اليونانية، "جادرا" هو اسم أنثى "آغوت توبياس" رغب بها وتزوجها ثم أضاف اسمها إلى النص.
الحجر الآخر والذي يحمل الرقم 2452 يوجد في المبنى ذاته، حروفه مؤطرة أيضاً والكتابة جنائزية، يوجد حول القبر شجرة تين وتحت الباحة خزان مياه، والخزانات كثيرة في "داما" للحاجة لها، فهي تقع في وسط "اللجاة" دون ينابيع وسكنت عام 1862 م.
الحجر الذي يحمل الرقم 2453 يوجد تحت باب معبد صغير مزين بالصبار، الحروف بارزة مؤطرة ولكنها مشوهة.
أما الرقم 2454 هو حجر أو شاهدة قبر، علماً أن بعض الكتابات قد اختفت من القرية».
هذا بالنسبة للنقوش والكتابات، أما عن الآثار فقد كتب عنها في الجزء الأول من كتابه، حيث قال: «شيدت الآثار في القرية من قبل الفلاحين والجنود المسرّحين من الجيش الروماني ومن نفس العصر، ما بقي من آثارها النفق البركاني الذي تشكل من تراكم الحمم والمقذوفات البركانية على نحو ترك تحته فراغاً واسعاً، وقد سكنه اللصوص والخارجون عن العادات الاجتماعية، يتراوح عرضه من 8 – 10 م وارتفاعه بين 6 – 8 م ويزيد طوله على كيلومتر واحد.
بالإضافة إلى الهرم المدرج، والذي يعد هو الأهم من بين أوابدها المعمارية، وهو المميز في حوران أيضاً، عبارة
عن برج شاهق يضم حتى الآن طابقين تنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل، ويرتفع حوالي 15 م فوق الصخور البركانية التي ينتصب عليها، يراه المرء من أي مكان مرتفع في "اللجاة"، يحيط بالهرم سور مبني من حجارة مشذبة غير منحوتة وكبيرة عند الهرم، وعلى بعد حوالي 100 م منه إلى الجنوب الشرقي بقي سور مكان للعبادة وزال البناء المقدس الذي يقوم في موضعه حالياً بيت حديث، البوابة الرئيسية هي الباقية وتزينها عريشة عنب، وتغلقها درفات باب حجرتين، ثبت فوق ساكف الباب كتابة يونانية تفيد أن المكان المقدس كان يخص الربة "أثينا"، بني هذا المكان المقدس بين القرنين الأول قبل الميلاد والثاني الميلادي، ربما تكون قد بنيت في عصر مبكر وأثناء سيطرة الأنباط على جنوب سورية.
بجانب هذه الأوابد يوجد ضريح متهدم إلى الشرق من الهرم وكنيسة متهدمة أيضاً إلى الغرب من مركز المدينة القديمة، هذا بالإضافة إلى البيوت القديمة المسكونة».
وبالنسبة للمنطقة خارج "داما" أو ما يسمى "دير داما" فقد حدثنا عنها المهندس "وسيم الشعراني" مدير دائرة الآثار في "السويداء" بالقول: «"دير داما" أو الدير الجواني بني على الأرجح في عصر إمارة آل الجفنة الغسانية ويقع على بعد حوالي 2 كم إلى الشمال الشرقي من البلدة، يتألف من الدير والكنيسة والمصلى وبعض البيوت، الكنيسة متصلة بالدير وترينا مخططاً متميزاً ومختلفا عن غيرها من الكنائس، تمتد الكنيسة من الشمال إلى
capy from eSuweda site
» جوجل ليس للبحث فقط
» اهداء خاص
» أل القنطار
» حظك اليوم 30/1/2011
» حدث في جدة 26/27/1/2011
» حدث في مثل هذا اليوم 26/1/2011
» حظك اليوم 25/1/2011
» حظك اليوم 24/1/2011
» حظك اليوم 23/1/2011
» حظك اليوم 22/1/2011
» حظك اليوم 21/1/2011
» حظك اليوم 20/1/2011
» حظك اليوم 19/1/2011
» حظك الويم 18/1/2011